ترجمة: حسن النجراني
هل تعمل مع مشرف دكتوراه صعب التعامل؟ أو يتجاهلك؟ أو يصرخ عليك بعض المرات أو يصلك شعور منه بأنك غبي؟ أو تشعر أنه يعاملك كعدو أكثر من كونك تعمل معه في نفس مجاله؟
إن بعض مشرفي الدكتوراه لديهم سمعة سيئة في أقسامهم، ومع ذلك يتم السماح لهم باستقطاب طلاب متخرجين للعمل معهم، وفي بعض الأحيان يتم تقبل سوء سلوكهم كمشرفين بسبب عملهم العلمي المتميز.
على أية حال يجب عليك أن تتعامل مع مشرف الدكتوراه، ولو أغلق في وجهك كل الطرق وجعلك تفكر في ترك دراستك للدكتوراه، أو دفعك للتفكير بعمل جريمة تجاهه، تأكد أن هذا ليس هو الحل، هناك حلول وطرق يجب أن تبتدعها.
مشرفك في الدكتوراه صعب المراس ماذا تفعل معه؟، ماذا يمكن عمله إذا كان شخصا صعبا ومزعجا للغاية؟
كمدرب لطلاب متخرجين من مرحلتي البكالوريوس والماجستير يتكرر سؤال وهو كيف يستطيعون بناء علاقة فاعلة مع مشرفي الدكتوراه والحصول منهم على التوجيه السليم خلال فترة الدراسة؟
خلال سنوات ماضية ذهبت لمحاضرة حول كيفية التعامل مع الأشخاص صعبي المراس، وكانت القاعة مكتظة لأن جميعهم لديه مشاكل مع صعبي المراس، وسألهم المدرب من منكم سبق وأن واجه شخصا صعب المراس؟ ورفع الجميع أياديهم مؤكدين بأنهم قابلوا أشخاصا صعبي المراس، ثم عاد وسألهم من منكم يعتبر نفسه شخص صعب المراس؟
لكن لم يرفع أحدهم يده، وضحك الجميع مع أن رسالته كان صريحة وواضحة وتشير إلى إننا جميعا في وقت ما نكون صعبي المراس في التعامل.
إن أحد الأسباب التي تجعل البعض صعب التعامل معه هو أنهم يأتون من ثقافات وخلفيات مختلفة، ففي بعض الأحيان تقابل شخص ما يكون عنيفا ويستخدم الألفاظ السيئة، وفي المقابل تجد شخصا آخر لطيف للغاية، لكن لا يمكنك الحكم عليهم من خلال تعليقاتهم، بل إن هناك نوع من الناس لا ينتمون للأشخاص العنيفين أو اللطيفين، وهم السلبيون الذين يقومون بتحطيمك عند بدء الحديث معهم ولا يمنحونك فرصة المواصلة.
طبقا لكتاب “تغلب على الأشخاص صعبي المراس” الذي كتبه روبرت بارمسون يقول فيه: إن الناس الذين يصعب التعامل معم يتبعون واحدة من السبع المجموعات التالية وهي: العدواني، المتأفف المتشكي، الصامت – البارد في التعامل ، الموافق دائما، السلبي، أو من يدعي فهم كافة الأشياء أو المتردد.
وبينما أقوم بعمل مقابلات لكتابي “الطريقة الذكية للدكتوراة: 200 سر من 100 خريج” استمعت لعدد من القصص حول بعض مشرفي الدكتوراه الذين في مجملهم ينتمون للمجموعات التي تمت الإشارة إليها في الأعلى، كما أن الطلاب أشاروا لنوعين خارج الأنواع السبعة من المشرفي صعبي التعامل وهما المشرف المشغول جدا، والمشرف الذي يقوم بالتركيز على كل صغيرة وكبيرة.
ومع اختلاف أنواع الناس الذي يصعب التعامل معهم يبرز سؤال، ما هي الطريقة الاستراتيجية المفضلة للتعامل معهم؟
في كتابي قمت بكتابة استراتيجيات للتغلب على تسعة انواع لمشرفي الدكتوراه مدعمه بقصص حقيقية من طلبة دكتوراه، وفي هذا المقال سأختصر عددا من الأدوات التي تساعدك على التعامل بشكل فاعل مع أي مشرف دكتوراه من هؤلاء التسعة؟
في مقالي أيضا هناك ثلاث طرق للتواصل بفاعلية مع مشرف الدكتوراه وقد قمت بتغطية المبادئ الأساسية للتعامل معهم، وهناك قاعدة جيدة من خلال التجربة وهي: دائما في بداية الحديث مع أي شخص يجب أن تتعامل معه على أنه عاقل ويستجيب للمبادئ الأساسية في مهارات التواصل.
إنه من الروعة بمكان أن ترتقي بعض العلاقات العملية أو الشخصية لتصبح علاقة ممتازة ومستمرة، لذلك علينا ان نركز على المشكلة، ولا نركز على العواطف بل المشكلة فقط.
القاعدة الأولى:
تقول أنه يجب عليك أن تفترض أن الشخص الذي تتعامل معه عاقل وسيستجيب بشكل جيد إذا تواصلت معه بشكل واضح وصريح
إن أغلب الناس في حياتنا اليومية يكونون صعبي المراس في وقت ما، بسبب قلة النوم أو المشاكل العاطفية أو ضغوطات العمل التي تدفعهم لارتكاب أعمال غريبة، لذا ما قد يجعل ضبطهم صعبا، أن هذه السلوكيات مزمنة ويصعب التغلب عليها بسهولة.
إن صعبي التعامل يمتلكون عادات غير جيدة تسللت مع الوقت إلى علاقتهم العملية وجعلتهم صعبي التعامل والتعاون، بالطبع إن واحداً من الخيارات هو تجنب العمل معهم ولكن في الغالب هذا ليس منطقي إذ قد يصبح واحد منهم مشرفك يوما ما، لذا فإن العمل مع شخص صعب المراس يجعلك تحتاج لامتلاك مهارات التعامل بحرفية عالية من أجل دعمك أو مساعدتك في مشروعك.
القاعدة الثانية:
الأشخاص صعبي المراس يستجيبون إلى نفس الأشخاص الذين يمتلكون خصائصهم، لذلك ليس من السهولة لبعض الناس أن يتحول لشخص صعب المراس من أجل التعامل مع هذه النوعية، لذلك من الضروري بمكان أن تثابر وتجتهد للوصول لمستوى معقول للتعامل معهم.
إن الأشخاص صعبي المراس دائما لديهم عادات ضارة قد تدمرهم وتؤثر على جوانب كثيرة في حياتهم، فمثلا عندما يتأخر شخص عن اجتماعك دائما، ففي الغالب يتأخر عن اجتماعات الناس الآخرين، والشخص الذي لا يستمع إلى نصائح الآخرين بشكل مناسب، فإنه يقع في نفس الأخطاء في أي عمل يسند إليه، وتذكر أنه متى ما كان الشخص صعب المراس فإن الصعوبة ليست معك فقط ولكن مع الآخرين، لذا فإن صعوبة التعامل معه أصبحت عادة وتطورت ولازمته طوال حياته.
القاعدة الثالثة:
لا تتعامل مع الأشخاص صعبي المراس بوجهة نظر شخصية بحته، لذلك يقول إلينور روسفيلت “لا يستطيع أحد أن يجعلك تشعر بالنقص دون سماحك له بذلك، لذلك دائما ركز على حل المشكلة”
نأتي إلى موضوعنا الرئيسي وهو/ كيف يمكنك التغلب على أنواع مشرفي الدكتوراه التسعة الذين يصعب التعامل معهم؟
أولا: المشرف العدواني أو العنيف
إذا سُأل أحدنا من هي الشخصية الصعبة؟، فإن الإجابة بشكل مباشر ستكون “الشخصية العدوانية” لأنهم معروفون بالعداء وسوء الأداء، وهم من يدمرون الأفكار وربما يجعلونك تصل لدرجة من الحمق تجعلك ترتكب أخطاء فادحة، إن أفضل حل هو أن تتحكم في نفسك ولا تجعلهم يفقدونك السيطرة على نفسك لأن هذا سينعكس عليك وعلى أدائك الدراسي.
ثانياً: المشرف الصعب سريع الغضب، والمتأفف
هذا النوع من المشرفين لا تتعامل معه بحساسية، وتتخذ منه موقفا مباشرا أثناء غضبه، بل دعه يهدئ وقدّر موقفه وفكرته ولاطفه في الحديث، وتحدث بهدوء حول المشكلات التي سبب غضبه السريع لضمان حل المشكلة.
ربما تكون طالبا غير محظوظ لأن مشرفك يتشكى كثيرا من عملك ويطلب منك الاستمرار، وفي المقابل لا يساعدك على حل مشكلتك، إنك إذا عملت مع هذا النوع من المشرفين فعليك الاستماع له لدقائق، ثم مباشرة تحدث معه عن حل المشكلات بدلا ن لعب دور الطالب المنصت الذي يستمع لنهاية الحديث ثم يرحل، بل عليك الحديث معه فورا لحل مشكلتك.
النوع الثالث: المشرف البارد أو الذي لا يستجيب لك
هذا النوع من المشرفين ليس شائعا بين المشرفين ولكن هناك نوع من مشرفي دكتوراه لا يستجيب لك وربما يتجاهلك أو يتجاهل أسئلتك اثناء الاجتماع الدوري معه خلال أطروحتك، وإذا كنت تتعامل مع هذا النوع المشرفين فربما من الجيد أن تعمل مع مجموعة، أو تتعامل مع أطروحتك الدراسية بنفسك، ودائما أخبر هذا النوع من المشرفين عن خططك لمنحهم الفرصة للتعليق وأيضا حاول أن تبحث عن دعم ومساندة من داخل القسم أو رئيس القسم في حال تطلب الأمر.
النوع الرابع: المشرف الودود
هذا النوع من المشرفين يخبرك بما يجب عليك فعله، لكن مشكلته يمنحك وعوداً فارغة، لذلك لا تعتمد عليه لمساعدتك في عملك، حاول أن تنفذ عملك بقدر استطاعتك، وإذا أردت مساعدة منه، فاكتبها في نقاط رئيسية بشكل واضح ليتمكن مشرفك من مساعدتك.
النوع الخامس: المشرف المتشائم
المشرف المتشائم يستطيع أن يجعل كامل المجموعة تشعر بالفشل لأنه يؤمن بأن الحالة التي يتم دراستها لن تنجح، لذلك ركز على المشكلة والحلول البديلة بدلا من التشائم ومنحه فرصة التأثير عليك، وإذا أردت مساعدة فيمكنك الطلب من المشرف المساعد أو من المشرفين الآخرين في القسم.
النوع السادس: المشرف الذي يدعي معرفة كل شيء
هذا النوع من المشرفين يؤمن أن هناك حلا واحدا لكل مشكلة تمر على طالب الدكتوراه وهو الوحيد الذي يعرفها ويمتلك حلها، إن هذا النوع من المشرفين ينقسم لقسمين ويُعَرّفون بالجرافات والبالونات:
المشرف الموصوف “بالجرافة” يكون ذكيا وفاهما في تخصصه، ربما لا تعشق طريقته في التعامل لكن غيرك يتمنى العمل معه، بينما المشرف الموصوف “بالبالون” فهو الفاهم لكن غير متعمق في تخصصه، “مجرد منفوخ بالهواء الحار” ولا يصل لدرجة المشرفين الموصوفون بالجرافات.
لذا إذا كان مشرفك ينتمي لمجموعة “الجرافات” فمن الضروري أن تعد نفسك للاجتماعات لمناقشة عملك معه، وإذا كان من المجموعة الموصوفة “بالبالون” فعليك الاستماع لهم ثم اقترح أفكارك أيضا، ولكن تجنب الاعجاب بهم.
النوع السابع: المشرف الغير حازم
هذا النوع من المشرفين غير حاسم وكثير التردد، وهو محبوب للطلاب، لكن بمجرد التقدم في الدراسة يقوم بتغيير موضوع الأطروحة، كما أن هذا النوع من المشرفين يتردد في اتخاذ القرار وهذا ليس جيدا لك كطالب ولكن يمكنك التخلص من هذا التردد من خلال التركيز على إيجابيات موضوع معين والعمل عليه، ومن ناحية أخرى عليك بأن تأخذ زمام الأمور، وقيم أفكارك جيدا وتعلم لما مشرفك يتردد للتأثير عليه في قراراتك المستقبلية.
النوع الثامن : المشرف المشغول جدا
يوصف هذا النوع بأنه من النوع الرائع في حالة قدرة الطالب على الاجتماع به، واستخلاص أفكار منه أثناء الاجتماع، كما أن الطالب عليه أن يكون لديه دافع ذاتي لمواصلة أطروحة الدكتوراه، أيضا يمكن للطالب في هذه الحالة أن يطلب المساعدة من المشرف المساعد والمشرفين الآخرين، ربما من أفضل الفوائد من خلال العمل مع هذا النوع من المشرفين هو أنه يجعلك في تحدي مستمر لتكون باحثا مستقلا.
النوع التاسع: المشرف الذي يتابع كل صغيرة وكبيرة في البحث
إن الطلاب الذين يعملون مع هذا النوع من المشرفين يشتكون من كثرة المتابعة الدقيقة المملة لأنه يستدعي الطالب باستمرار ويسأله عن كل التفاصيل المتعلقة بالمشروع.
إذا كان مشرفك من هذا النوع، فعليك أن تلاحظ بدقة، عملك والتقدم في مشروعك، وتضع حدودا معقولة مع هذا المشرف، ولكن عليك الاستماع جيدا لأفكاره وما يطلبه منك لفهم ما يريد إحرازه من تقدم وكذلك فهم أفكاره ومن أين أتت؟