السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
إخواني وأخواتي الطلبة والطالبات، اليوم نبدأ بشرح خطة التحضير الجيد لمسابقة الدكتوراه و كما يعلم الجميع فإن هذه المسابقة ماهي الا مجرد اختبار عادي يتم فيه إنتقاء مجموعة من الطلبة لمواصلة تكوينهم الدراسي مما يفتح لهم استحقاقات لما لا يصبحون في المستقبل من الباحثيين.
هذه بعض النصائح القيمة للتحضير لمسابقة الدكتوراه، تذكروا فقط ا أن اجتياز مسابقة الدكتوراه ليس بالأصعب كما تتخيلون، بل هو أقل شأنا بكثير لأنه لا يحتاج إلى تلقي كم هائل من المعلومات عن طريق الحفظ، وإنما يتطلب عند التحضير بعض المراحل الأساسية...
النقطة التي تؤرق الجميع هي البداية أو الانطلاقة. فالكثير من طلبتنا الآن يشتكون التثاقل، التعب (مجرد إحساس)، عدم التركيز، التشتت الذهني، نسيان كل ما تلقاه في الجامعة من محاضرات، عدم القدرة على التحضير، الاعتقاد ربما باستحالة النجاح، الاعتقاد بصعوبة الأسئلة المطروحة ودقتها وما يستلزمه من مراجعة دقيقة وشاملة لكل المحاضرات، الاعتقاد أن الوقت قد فات وما تبقى منه لا يسمح بأن تراجع هذا الكم الهائل من المقاييس والمحاضرات، وبقية الأسئلة ماذا أراجع؟ كيف أراجع؟ بماذا أبدأ؟....وغيرها من الأسئلة التي تصيب سائلها بالإحباط وتجعله يصرف النظر نهائيا عن المشاركة.
هذه مجموعة من النصائح القيمة والتطبيقات العملية مستخلصة من بعض المؤلفات ومن بعض الدورات التدريبية والمحاضرات وتجارب بعض الطلبة الناجحين والأساتذة إلى جانب تجارب الطلبة السابقة المتواضعة المليئة بمرارة الفشل والإخفاق وحلاوة النجاح والتفوق. وأتمنى أن تجد كلماتي هذه صدى لدى قراءنا وطلابنا الأعزاء وأن تبعث فيهم الأمل وتزيدهم ثقة بأنفسهم وإصرارا على بلوغ أعلى درجات النجاح. راجيا المولى عز وجل أن يكون عملي المتواضع هذا خالصا لوجهه الكريم.
التوكل على الله عز وجل:
ومعناه الأخذ بالأسباب ما تستطيع ولكن مع اليقين والإيمان بأن التوفيق يكون من الله عز وجل وحده، فقد تنجح في امتحان رغم أن الأسئلة قد تكون صعبة جدا، وقد تفشل في آخر رغم تحضيرك له ورغم أن الأسئلة سهلة لأن التوفيق من الله وحده فنسأل الله التوفيق والسداد.
كما لا تنسى أخي أو أختي الدعاء والإلحاح في الدعاء وتحري أوقات الإجابة: كالثلث الأخير من الليل، ساعة من نهار يوم الجمعة، الدعاء بين الآذان والإقامة، الدعاء في السجود، الدعاء في شهر رمضان عند الإفطار....فالله يستحي أن يرد يدي عبده فارغتين وهو القائل: " {وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ} [غافر: 40/60].
الثقة بالنفس:
قد تثق في نفسك وقد لا تثق في نفسك لا يهم، ولكن لا تحكم على نفسك مسبقا بالفشل قبل أن تـجـرب وترى النتائج بنفسك، فلن تخسر شيئا إن جربت. ولكن إن أردت أن تنجح تجربتك لابد من استيفاء شروط النجاح حتى تصل إلى ما ترجوه.
تحديد الهدف الشامل:
ماذا تريد؟ وهو أول سؤال يمكن أن يطرحه كل واحد على نفسه. في حالتنا هذه ماذا نريد؟ الجواب ببساطة هو: النجاح في مسابقة الدكتوراه
ولكن يجب أن تكون مقتنعا بما قلته ومصمما عليه لأنك ستنفق عليه كثيرا من الجهد والوقت والمال ولا أظن أن تتعب نفسك في شيء لا تريده أو غير مقتنع به.
وبذلك نكون حددنا شيء نريد الوصول إليه ألا وهو النجاح في مسابقة الدكتوراه وهو ما نسميه الهدف الشامل: النجاح في مسابقة الدكتوراه
أول شيء يمكن أن نتحدث عليه هو تحديد الهدف، إن تحديد الهدف وتصميمك للوصول إليه يجعلك عفويا في حالة من التماسك والانسجام، وسيولد لديك اندفاعا لا شعوري وشيئا داخليا يجبرك ويساعدك على توجيه وتركيز كامل جهودك نحو نقطة واحدة وهي النجاح في مسابقة الدكتوراه.(قد تلاحظون أني كررت كثيرا لفظ النجاح في مسابقة الدكتوراه وهذا ليس اعتباطيا وإنما حتى تترسخ هذه الفكرة في رأسك وأن تقتنع لا شعوريا بإمكانية نجاحك ).
الانطلاقة:
بعد أن حددنا الهدف الأسمى فلابد أن ننطلق نحوه، ولكن أين يقع الهدف وكم يستغرق من وقت لنصل إليه ومتى سننطلق وكم من الزاد يكفينا في الطريق؟
أولا: حدد مسابقتين أو على الأكثر ثلاثة مع مراعاة النقاط التالية:
1- من الأحسن أن تكون في صلب تخصصك فلا تغامر في دخول تخصصات أخرى حتى لا يتشتت تركيزك وجهدك.
2- أن تكون المقاييس مشتركة وإن كان هناك اختلاف فليكن في مقياس واحد أو أثنين على الأكثر خصوصا بالنسبة للمقاييس التي تعتمد على الجانب التطبيقي أكثر من النظري فالوقت الآن لا يسمح أن تراجع جميع المقاييس بشكل كامل.
3- رتب المسابقات حسب الأهمية وحسب تاريخ إجراءها، أي أن تجعل أولية للمسابقات.
4- لا تنسى أن تتحقق من شروط دخول المسابقة وإمكانية تسجيلك فيها، كما لا تؤجل عملية استخراج مكونات الملف الخاص بها وحاول التسجيل في الأيام الأولى من التسجيل حتى يتسنى لك التركيز أكثر في التحضير والمراجعة.
ثانيا: بعد أن حددت المسابقات والمقاييس نأتي الآن إلى توفير ظروف العمل:
1- من الأحسن أن تختار غرفة منفردة أو جانب من غرفة (كل حسب إمكانياته) على أن تكون هادئة وبعيدة عن الإزعاج خصوصا التلفاز.
2- ضع مكتبا أو طاولة (حسب إمكانياتك) واحرص على أن لا تغير مكانها.
3- توفير مستلزمات الدراسة من أقلام (أزرق، أحمر، أسود، أخضر، قلم رصاص)، كراس فارغ وأوراق مسودة، مسطرة، آله حاسبة علمية. (لا تتعجب من هذه النقطة فعندي ما يبررها، سأعود إليها لاحقا)
4- المراجع: محاضرات، كتب، ملخصات ، سلاسل تمارين، النت...الخ.
5- إذا كنتم مجموعة من الأصدقاء فالتحضير الجماعي أحسن، خصوصا إذا كان التحضير في قسم فيه صبورة حيث تتم الدراسة في شكل محاضرات يلقيها الأكثر فهما وتحضيرا للمقياس. فمن إيجابيات هذه الطريقة هي السرعة والفاعلية وإثراء المعلومات ولكن بشرط الجدية وترك الأحاديث الجانبية وعدم تضييع الوقت.
6-ترتيب المقاييس حسب درجة استيعابك وفهمك وتفضيلك لهذه المقاييس، وتخصيص مدة محددة لكل مقياس على حدى حسب صعوبته وحجم المحاضرات التي يحتويها. كما يجب عليك أن تترك الأسبوع الأخير لتقوم بمراجعة سريعة لكل المقاييس التي تعمقت فيها.
7- اختر المقياس المفضل والأسهل لديك والذي تملك المراجع الكافية المتعلقة به حتى لا تضيع الوقت ، كما أنه يعطيك حافزا أكبر ورغبة في المراجعة، فنحن نعلم أن أصعب الأمور بدايتها، فإن انطلقت انطلاقة جدية فإنك ستعتاد بسرعة على ريتم المراجعة لديك وتزداد ثقتك بنفسك وبالتالي لن تجد صعوبة في المقاييس الأخرى التي لا تستهويك والتي إن بدأت بها ستحبطك وتضيع وقتك وقد تصرفك نهائيا عن فكرة التحضير والمراجعة.
منقول:رضــــوان شــــيـــخــي